أسباب هزيمة المماليك أمام العثمانيين

في آواخر عهد الملك الساطان قانصوه الغوري بدأ الأخطار تهدد دولة المماليك، وكان أولهم هو بروز قوة دولة العثمانين، واكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وفي عام 25 رجب 922هـ، استطاعت جيوش العثمانين الزحف إلى الأناضول الزحف في اتجاه بلاد الشام التابعة لحكم المماليك، والتقاء كل من جيش المماليك بقيادة قانصوه الغوري مع جيش العثمانين تحت قيادة سليم الأول، في معركة مرج دابق والتي انتهت بهزيمة قانصوه الغوري وكانت سببًا في وفاته.

احتكار المماليك المناصب والوظائف العليا ودون الفئات الأهلية، بجانب نظام الوراثة وحيازة الإقطاعات، وتقلص الإنتاج الزراعي، وبذلك تأثر الاقتصاد سلبًا.

أسباب هزيمة المماليك أمام العثمانيين

وظهور بعض العوامل داخليًا أدت إلى ضعف الدولة المملوكية تدريجيًا وكانت كالتالي:
أسباب هزيمة المماليك أمام العثمانيين
أسباب هزيمة المماليك أمام العثمانيين

  1. ضعف الزعامة المملوكية:
    في مطلع القرن 16 ظهر عجز الدولة السلطان المملوكي ولم يستطع حماية المسلمين وسلامة حجاجهم، ووقع مئات الحجاج في الأسر البرتغالي، أو هجمات البدو أو غزوات القراطمة، وفي عام 912هـ وقف الحج لأول مرة بصورة مؤقتة ف عهد المماليك، واهتز العالم الإسلامي.
  2. . التدهور الاجتماعي:
    في أواخر القرن 15م ظهر الفساد والجشع والكسب المادي وغابت العدالة، وأرتشى القضاة والعدليون، وقام الخلفاء العباسيين بالاحتيال والابتزاز، ولجأ الحكام للظلم واغتصاب الأموال، وفرض الضرائب، وانتشر الفقر والجوع والأمراض والتسول، وكان مثال على ذلك السلطان محمد بن قايتباى، حيث هاجم مماليكه الناس في الشوارع، ويدخلون البيوت ليلًا، ومارسوا التعذيب والقمع، وفقد السلطان كل الاحترام وتأييد الناس.
  3. عزال المماليك:
    لم المجتمع المملوكي مع الشعب المصري، وتحفظوا على عاداتهم وتقاليدهم، وظلوا منعزلين وبعيدين، ولم تنشأ أواصر بين الحاكم والشعب، ولم ينشغلوا بهمومهم، ورفض مبدأ التوريث جعل الصرع عليها مشاعة للجميع، ونشط الأمراء الطامعين الذين اتبعوا التمرد أو الثورات أو الانقلاب من أجل الوصول للحكم، خلق فوضى وعدم استقرار، وعاني المجتمع من هذه الظاهرة بسبب سوء إدارة الدولة.
  4. سوء الإدارة:
    بدأ التنظيم الإداري والعشكري المملوكي يفقد مكانته تدريجيًا، وظهر الفساد في حكم السلاطين الصغار، وفقد أصيبت الإدارة المالية بالفساد، وفرض ضرائب استثنائية وإرغام الناس على شراء السلع بأسعار قاسية فعمت الرشوة والفساد، وتم اتعمال المناصب بشكل سيء، وانزلوا المظالم وتسلطوا على التجار وانتشر الفساد في الإدارة والجيش وباقي القطاعات.
  5. سوء الإقطاع:
    ظره الاقطاع في النظام الاجتماعي والاقتصادي، واتبع المماليك سياسة الأيوبين في توزيع الإقطاعات والعقارات، بعد أن كانت وراثية تحولت إلى إقطاعي شخصي غير وراثي، ووزعت الأراضي على الأمراء والجند من جديد.
  6. الضعف والانحلال الاقتصادي:
    عندما تولى قايتباي أخذ الانحلال الداخلي بدايته وعدم قناعة الأمراء بالسلاطين، قل الجند في الأسواق وانتشرت الفوضى، واختفى أصحاب الحرف والتجار، واضطربت أوضاع القاهرة وافتقدت الأمن والاستقرار، وفقد النظام المملوكي أسسه وركائزه.

وتمرد الجلبان في طلب الأموال رغم ظروف الدلو الاقتصادية السيئة، وزادت الأمور إلى الأسوأ بالأخطار التي لحقت الدولة، وأصيبي المالية بالتدهور من بذخ وإسراف المماليك والإنفاق الزائد، ولم يخففوا من أعباء الدولة، حيث قام قايتباي بإنفاق أموال باذخة لمدة 7 أيام بسبب ختان ابنه محمد، وكذلك التلاعب بالعملة وضرب نقود جديدة، وخلق عدم استقرار في الأسواق وزاد الارتباك الاقتصادي.

كانت للعوامل الخارجية سسب أيضًا في سقوط دولة المماليك حيث قام العدو الخارجي بالضغط على دولة المماليك، وقامت بإضعاف وحدة الدولة، وظل الصليبين عدو رئيسي للمسلمين، حيث قامت حملات عسكرية صليبية ضد المسلمين بقيادة البرتغال، ، وفي عام 1415م نظموا حملات ضضد شمال إفريقيا، ووصلوا لرأس الرجاء الصالح، وعندما وصلوا للهند ضربوا السفن المملوكية، وسيطروا على المياه والتجارة الشرقية، وبعد معركة معركة مرج دابق انتهت المماليك.

أسباب هزيمة المماليك أمام العثمانيين
أسباب هزيمة المماليك أمام العثمانيين


عمل السلطان قانصوه الغوري على إعادة الأمن والاستقرار، وفرض الضرائب إجبار على كل أنواع الممتلكات، لكن كان ذلك على حساب الشعب الذي ازداد حالته سوءًا، ولدت سياسته الثورات، والتي انتهت سقوط دولة المماليك.


ويذكر أن، عهد الناصر محمد تميز بالقوة والازدهار المملوكي، حيث اهتم بالشئون الاقتصادية، من أجل توفير الضمانات المعيشية للناس، والأزمات وكانت مرحلته هي آخر مرحلة من أزهى مراحل التاريخ المملوكي، بلغت الدولة فيها ذروة قوتها وازدهارها.

تعليقات